*هل أنت يسوع ؟!*
        

كان بعـض رجـال الأعمـال عـائدين إلى بيـوتهم بعد إنتهاء مؤتمـر مهنـي اشتركـوا فيـه. وكانـوا مسـرعين ليصلوا إلى المطـار قبل موعـد الطائرة لأنهم كانـوا قد وعـدوا عـائلاتهم بالوصـول إلى البيـت قبـل العيد. من كثـرة العجلة اصطدم أحدهم بفـرشٍ لبيـع التفـاح وأوقعـه على الأرض فانتثـر التفـاح في كل إتجـاه. لم يتوقـف منهم أحد إلا واحد ، عاد أدراجـه بعـد أن أوصى رفاقـه أن يتصلـوا بزوجتـه ويقـولـوا لها إنـه سيعـود على متن الطائرة التالية.
عاد أدراجه ليساعد بائعة التفاح فوجد أنها فتاة في السادسة عشـرة جالسـة تبكـي وهي عميـاء. انحنى وجمع التفاحات ووضعها على الفرش. وفيما هو يجمعها، لاحظ أن بعض التفاحات تضررت من سقوطها فجمعها في سلة أخرى. ثم أخرج مالاً و أعطاه للفتاة معتذراً عن الضرر الذي وقع. و همَّ بالرحيل. استوقفته الفتاة وسألته: يا سيدي، هل أنت يسوع ؟ فارتعد الرجل وتوقف ولم يصدّق أذنيه. هل ظنّت الفتاة فعلاً أنه يسوع ؟
   إن كانت حياتنا وتصرفاتنا مثل حياة يسوع وتصرفاته، لن يعرف الناس الفرق. إذا ادّعينا أننا نعرف يسوع فلا يكفي أن نعرف آيات و أحداثاً من الإنجيل و أن نذهب إلى الكنيسة، بل علينا أن نحيا ونتعامل مع الناس كما تعامل هو يوماً بعد يوم

+ في هدوء اتخذت مكانها في الكنيسة كعادتها كل يوم أحد اذ تحضر للكنيسة باكرا جدا للكنيسة ..غير واضعة في اهتمامها ان حضور القداس هو جزء رئيسي من برنامج اليوم ( كما أخبرهم أبونا ) للحصول علي المعونة الاسبوعية التي تقدمها الكنيسة ...لكنها كانت تشعر انها بنت الملك الغني ..الغني جدا ..حتي ان كانت لا تمتلك قوت يومها فذلك بالتأكيد بسماح من حبيبها لكيما يدعوها أخته !! فكانت دوما فرحة و متهللة بهذا الأمر تحضر القداس كما لو بدعوة خاصة من الرب نفسه دونا عن الباقين ...هذا كان شعورها
بالاضافة الي الأب الكاهن كانت تشعر معه في القداس أنه يرتفع في الصلاة و يرفعهم معه ..كانت تظن أنه كاهن قديس ..و لكنها ربما لك تكن تعلم أنه من الأباء السواح فهو ليس كاهن عادي هو ... أبونا بيشوي كامل
"ازيك يا أم مرقس "
بهذه العبارة فاجأ أبونا بيشوي المرأة البسيطة التي فرحت جدا لأن أبوها يحفظ اسمها
- نشكر ربنا يا أبونا عايشين بصلواتك
- طيب بصي ..أنا عاوزك لما تعدي علي عم ( ....) تأخدي بركة الاسبوع اديله عنوانك بالظبط علشان عاوز اعدي عليكم و أنزلكم افتقاد
- يااه يا أبونا ده قدسك تشرف و لو ان المطرح يعني مش قد كده بس اهلا بيك يا ابونا
- ربنا معاكي يا ستي
وهكذا مرت سريعا الي المكتب حيث أخذت المعونة الاسبوعية من الكنيسة 25 قرش لتدبر بها احتياجها طول الأسبوع وتركت عنوانها هناك كما قالت لأبونا
و بعد أيام أخذ أبونا العنوان و ذهب لزيارة هذه السيدة في مناطق العشوائيات و هناك أخذ يسأل عن الست أم مرقس حتي قال له أحدهم ستجده أخر زقاق عم جرجس
فذهب أبونا في الطريق و هو يفكر و من عم جرجس هذا ؟؟ و لماذا لا يأتي للكنيسة ؟؟ و لماذا لم تقل لي عليه أم مرقس ؟؟
ظلت الأفكار تدور برأسه حتي وجد نفسه امام بيت عم جرجس و طرق الباب
- مين ؟؟
- أنا أبونا بيشوي من كنيسة مارجرجس
- أهلا أبونا اتفضل ..ادخل علي طول
دفع أبونا الباب و دخل ..ليكتشف أن عم جرجس هذا رجل مقعد لا يتحرك تماما
جلس أبونا مع عم جرجس و سأله عن صحته و أحواله ..ثم
- انا لي سؤال يا عم جرجس
- اتفضل يا أبونا
- انت ازاي قاعد هنا لوحدك ولا حد بيعولك ولا بيساعدك مين بيأكلك ؟؟ و انت مش بتاخد مساعدة من الكنيسة ؟
- هو في الحقيقة يا أبونا ..بس اللي هقولولك ده سر علشان وعدت ما أقولش
- قول
- الست أم مرقس
- مالها ؟
- كل أسبوع يوم الأربعاء تيجي و تديني 12قرش ونصف بالظبط تكفيني جدا و تفيض !!

صديقي الحبيب ماذا عني و عنك ؟؟ هل نعطي من الأعواز أم لازال لأموالنا سلطان علينا ؟؟ تذكر اشبع بالرب فيكون المال تحت رجليك

تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك (مز 37 : 4)